عليها بالهاء نحو (الْجَنَّةَ ، وَالْمَلائِكَةِ ، والْقِبْلَةَ ، ولَعِبْرَةً ، ومَرَّةً ، وهُمَزَةٍ ، ولُمَزَةٍ) وخرج بقيد التأنيث نحو (نَفَقَةٍ) وبالمحضة لفظ لأن مجموع الصيغة للتأنيث لا مجرد الهاء وبالموقوف عليها بالهاء ما يوقف عليه بالتاء اتباعا للرسم فيما كتب بالتاء نحو (بَقِيَّتُ ، وفِطْرَتَ ، ومَرْضاتِ اللهِ) فيجوز الروم والإشمام لأن الوقف حينئذ على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له بخلاف الأولى فإنها بدل من حرف الإعراب ، ويمتنعان أيضا في ميم الجمع على قراءة الصلة ، وعدمها نحو (عَلَيْهِمْ ، وفِيهِمْ ، ومِنْهُمْ)(١) لأنها حركة عارضة لأجل الصلة فإذا ذهبت عادت إلى أصلها من السكون ، وكذا يمتنعان في المتحرك بحركة عارضة نقلا كان نحو (وَانْحَرْ إِنَ ، ومِنْ إِسْتَبْرَقٍ) أو غيره نحو (قُمِ اللَّيْلَ ، وَأَنْذِرِ النَّاسَ ، وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ ، لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ ، اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ) لعروضها ، ومنه (يَوْمَئِذٍ ، وحِينَئِذٍ) لأن كسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين ، فإذا زال التنوين وقفا رجعت الذال إلى أصلها من السكون بخلاف (غَواشٍ ، وكُلِ) لأن التنوين دخل فيهما على متحرك ، فالحركة فيهما أصلية ، فكان الوقف عليهما بالروم حسنا.
واختلف في هاء الضمير فذهب كثير منهم إلى جواز الإشارة بهما مطلقا ، وهو الذي في التيسير ، والتجريد ، والتلخيص ، وغيرها ، وذهب آخرون إلى المنع مطلقا ، وهو كلام الشاطبي ، وفاقا للداني في غير التيسير والمختار كما قاله ابن الجزري منعهما فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسر أو ياء ساكنة نحو (يَعْلَمْهُ ، وَأَمْرُهُ ، ولِيَرْضَوْهُ ، وبِهِ ، وفِيهِ ، وإِلَيْهِ) وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك بأن انفتح ما قبل الهاء ، أو وقع ألف ، ساكن صحيح نحو (لَنْ تُخْلَفَهُ ، واجْتَباهُ ، وهَداهُ ، ومِنْهُ ، وعَنْهُ) ، وأرجئه في قراءة الهمز (وَيَتَّقْهِ) عند من سكن القاف قال في النشر ، وهو أعدل المذاهب عندي (٢).
تفريع : إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد أو حرف لين ففي المرفوع نحو (نَسْتَعِينُ) الفاتحة [الآية : ٥] فهو خير والمضموم نحو (حَيْثُ) سبعة أوجه ثلاثة منها مع السكون الخالص وهي : المد ، والتوسط ، والقصر ، وثلاثة كذلك مع الإشمام ، والسابع الروم مع القصر وفي المجرور نحو (لِلرَّحْمنِ ، ومِنْ خَوْفٍ) والمكسورة ك (مَتابِ) أربعة ثلاثة مع السكون الخالص والرابع الروم مع القصر وفي المنصوب نحو (لَكُمْ طالُوتَ) والمفتوح كالعالمين و (لا ضَيْرَ) ثلاثة : المد ، والقصر ، والتوسط فقط مع السكون ، وفي نحو (مِصْرَ) الإسكان فقط ، ونحو (مِنَ الْأَمْرِ) الإسكان ، والروم ، ونحو (نَعْبُدُ) الإسكان ، والروم ، والإشمام.
تتمة من أحكام الوقف المتفق عليه في القرآن إبدال التنوين بعد فتح غير هاء التأنيث
__________________
(١) يعنى لا يدركه من غيره لما ذكر وليس المراد أن لا يحسنه ، فلا يمكنه الإتيان به كما توهمه بعض الطلبة ، بل قد يحسنه أكثر من البصير.
(٢) انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري : (٢ / ١٢٥). [أ].