وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد قال الجعبري في الخبر مسح الله ظهر آدم بيده فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر فقال يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني ولا يشركون شيئا وعلى رزقهم ثم قال لهم ألست بربكم فقالوا بلى فقالت الملائكة شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة انتهى (١).
وأمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وصححهما في النشر عنه من روايتيه لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري.
واختلف في (أَنْ تَقُولُوا أَوْ تَقُولُوا) [الآية : ١٧٢ ، ١٧٣] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا وافقه ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات (وأظهر) ثاء (يلهث) نافع وابن كثير وهشام وعاصم وأبو جعفر بخلف عنهم والباقون بالإدغام واختاره للجميع صاحب النشر وحكى ابن مهران الإجماع عليه وأدغم ذال (ولقد ذرأنا) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويوقف لحمزة على ولله الأسماء ونحوه بالنقل والسكت في الهمزة الأولى وبالبدل في الثانية مع المد والتوسط والقصر وفيها الروم بالتسهيل مع المد والقصر فهي عشرة ويمتنع عدم السكت والنقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة.
واختلف في (يُلْحِدُونَ) [الآية : ١٨٠] هنا والنحل [الآية : ١٠٣] وفصّلت [الآية : ٤٠] فحمزة بفتح الياء والحاء (٢) في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش وقرأ الكسائي وخلف عن نفسه كذلك في النحل والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة من ألحد وقيل هما بمعنى وهو الميل ومنه لحد القبر لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح فإنه يحفر في وسطه وأمال (عسى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو (وأبدل) الأصبهاني همزة (فبأي) ياء مفتوحة وبه مع التحقيق وقف حمزة.
واختلف في (وَنَذَرُهُمْ) [الآية : ١٨٦] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بنون العظمة ورفع الراء على الاستئناف وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة ورفع الراء وافقهم اليزيدي والحسن وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وجزم الراء عطفا على محل قوله تعالى فلا هادي له وافقهم الأعمش وأمال (طغيانهم) الدوري عن الكسائي وحده وأمال (مرسيها) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (تغشيها) وقرأ (السوء إن) بإبدال الثانية واوا مكسورة
__________________
(١) هذا ما ذكره الإمام القرطبي ويسنده للإمام مالك في الموطأ عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. للمزيد انظر الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): (٧ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ـ ٣١٦). [أ].
(٢) أي : (يلحدون). [أ].