بالغ الكعبة واتفقوا على الوقف بالياء على (بهادي) هنا موافقة لخط المصحف الكريم واختلفوا في الروم فوقف حمزة والكسائي بخلاف عنهما ويعقوب بالياء أما حمزة فلأنه يقرؤها تهدي فعلا مضارعا مرفوعا فياؤه ثابتة وأما الكسائي فبالحمل على هادي في هذه السورة وفيه مخالفة للرسم ويعقوب على أصله.
واختلف في (أَنَّ النَّاسَ) [الآية : ٨٢] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الهمزة على نزع الخافض أي بأن وهذه الباء تحتمل التعدية والسببية أي تحدثهم بأن إلخ ... ، أو بسبب انتفاء الإيمان وافقهم الأعمش والحسن والباقون بالكسر على الاستئناف وعن الحسن (الصُّورِ) بفتح الواو.
واختلف في (أَتَوْهُ) [الآية : ٨٧] فحفص وحمزة وخلف بقصر الهمزة وفتح التاء فعلا ماضيا على حد فزع والهاء مفعوله وافقهم الأعمش والباقون بالمد وضم التاء (١) اسم فاعل مضافا للضمير حملا على معنى كل على حد وكلهم آتيه وأصله آتيون نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها بعد تجريدها ثم حذفت الياء للساكنين ثم النون للإضافة ولا يصح فعليته وعن الحسن (داخِرِينَ) بلا ألف.
وأمال (وَتَرَى الْجِبالَ) وصلا السوسي بخلفه والباقون بالفتح.
وقرأ (تَحْسَبُها) [الآية : ٨٨] بفتح السين على الأصل ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وكسرها الباقون على لغة الحجاز وهذا الحال للجبال عقب النفخ في الصور وهي أول أحوالها تموج وتسير ثم ينسفها الله فتصير كالعهن ثم تكون هباء منبثا في آخر الأمر.
واختلف في (تَفْعَلُونَ) [الآية : ٨٨] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالياء وافقهم ابن محيصن واليزيدي واختلف عن هشام وابن ذكوان وأبي بكر فأما هشام فرواه عنه كذلك بالغيب الحلواني من طريق ابن عبدان وهي رواية أحمد والحسن عن الحلواني عنه وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال وروى النقاش وابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب وهي قراءة الداني على شيخه الفارسي ورواه له أيضا عن الحلواني وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام وأما ابن ذكوان فروى الصوري عنه بالغيب وكذا العطار عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش وكذا روى ابن عبد الرزاق وهبة الله عن الأخفش وكذا ابن هارون عن الأخفش وكذا ابن مجاهد عن أصحابه عنه وكذا الثعلبي عنه وروى سائر الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان بالخطاب وأما أبو بكر فروى عنه العليمي بالغيب وروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب وبه قرأ الباقون.
وقرأ (مِنْ فَزَعٍ) [الآية : ٨٩] بالتنوين عاصم وحمزة والكسائي وخلف على أعمال
__________________
(١) أي : (آتوه). [أ].