بالفتح وكرّر للتأكيد ، والمراد بكونه ثأر الله : إنّ الله هو الذي يطلب بثأره وينتقم من أعدائه كما قال : (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ) (١) ، فيكون إشارة إلى ما يعطى أولياؤه في زمن الرجعة من القوّة والسلطنة والغلبة على أعداء آل محمّد صلىاللهعليهوآله فيقتلونهم من آخرهم بأشدّ قتلة وينكّلون بهم بأشدّ تنكيل .
وفي مجمع البحرين ولعلّه مصحّف من يا ثار الله وابن ثائره (٢) .
والثائر على صيغة اسم الفاعل : هو الذي لا يبقى علىٰ شيء حتّى يدرك ثاره ، فالمعنى أنّه الذي يطلب ثاره بإذن الله فيكون ثائر الله . والوتر عطف على المنادى فيكون منصوباً ، وهو بالكسر الفرد ، وبالفتح الذحل والثار على لغة أهل العالية ، وأمّا أهل الحجاز فيفتحونه في الأوّل ويكسرونه في الثاني (٣) ، وتميم يكسرونه في المعنيين .
والموتور هو الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه (٤) ، ويحتمل أن يكون
________________________
١ ـ الإسراء : ٣٣ . روى الكليني في روضة الكافي ص ٢٥٥ ، الرقم ٣٦٤ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّوجلّ : (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ ...) قال : نزلت في الحسين عليهالسلام ، لو قتل وليّه أهل الأرض به ما كان مسرفاً ، ووليُّه القائم عليهالسلام) .
وروى الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ٢٧٣ عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزّوجلّ : (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ ...) قال : نزلت في قتل الحسين عليهالسلام أي ولي الحسين كان منصوراً .
٢ ـ مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٣٤ .
٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ج ٢ ، ص ٦٤٧ دار الهجرة .
٤ ـ المنجد في اللغة ص ٨٨٥ ط ، بيروت ١٩٩٦ م .