أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وأَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولهُ * حَتّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ .
أشهد أي أقرُّ بلساني مذعناً بصميم جناني وفيه إشارة إلى كماله عليهالسلام في مقام الخضوع والعبودية والخشوع والطاعة ، وبلوغه بساط العبادة إلى منتهى الكمال ، ووصوله إلى مقام مرضاة ربّه ذي الجلال ، فإنّ العبودية شرف فاضل للعبد ، وأدبٌ كامل للمخلوق ، بها ينال نهاية المقامات ، ويفوز بأسنى الكرامات كما قال : (إنّ العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّىٰ كنتُ سمعه وبصره ويده ...) (١) ، وقال الصادق عليهالسلام : (العبودية جوهرة كنهها الربوبية ، فما فقد في العبودية وجد في الربوبيّة ، وما خفي عن الربوبية أُصيب في العبودية ، قال الله : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) (٢) أي موجود في غيبتك وحضرتك ، وتفسير العبودية بذل الكلّية (٣) ،
________________________
* ـ في المصباح للكفعمي (رسوله) غير موجودة .
١ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ١٠٣ ، وهذا نصّ الحديث القدسي : (لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنوافل والعبادات حتّى أحبّه فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها) .
٢ ـ فصّلت : ٥٣ . روى الاسترآبادي في تأويل الآيات ص ٥٢٧ عن الإمام الصادق عليهالسلام في قوله عزّوجلّ : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) قال : (حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ) أنّه القائم عليهالسلام .
٣ ـ في المصدر (الكلّ) بدل (الكلّية) .