ونقل (١) عن بعض القدماء (٢) أنّهم اعتبروا أولويّة الوجود في بعض الموجودات ، وأثرها أكثريّة الوجود أو شدّته وقوّته أو كونه أقلّ شرطا للوقوع ، واعتبروا أولويّة العدم في بعض آخر ، وأثرها أقلّيّة الوجود أو ضعفه أو كونه أكثر شرطا للوقوع.
ونقل (٣) عن بعضهم اعتبارها في طرف العدم بالنسبة إلى طائفة من الموجودات فقط (٤).
ونقل (٥) عن بعضهم اعتبار أولويّة العدم بالنسبة إلى جميع الموجودات الممكنة ، لكون العدم أسهل وقوعا (٦).
هذه أقوالهم على اختلافها (٧). وقد بان بما تقدّم فساد القول بالأولويّة
__________________
ـ وأمّا القائل بالأولويّة الذاتيّة الغير الكافية فهو بعض المتكلّمين ، راجع تعليقة السبزواريّ على شرح المنظومة : ٧٥.
وأمّا القائل بالأولويّة الغيريّة فهو أكثر المتكلّمين على ما في الأسفار ١ : ٢٢٢ ، ومنهم المحقّق الشريف ، فإنّه قال : «قد يمنع الاحتياج إلى مرجّح ، لم لا يكتفي في وقوع الطرف الراجح رجحانه الحاصل من تلك العلّة الخارجيّة؟ وليس هذا بممتنع بديهة ، إنّما الممتنع بديهة وقوع أحد المتساويين أو المرجوح» انتهى كلامه على ما نقل عنه في شوارق الإلهام : ٩٣ ، وتعليقة الهيدجيّ على المنظومة وشرحها : ٢٢١ ، وتعليقة السبزواريّ على الأسفار ١ : ٢٢٢.
(١) والناقل صدر المتألّهين في الأسفار ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤.
(٢) قال صدر المتألّهين ـ بعد التعرّض لهذا القول والأقوال الآتية ـ ما لفظه : «والمتقوّلون بهذه الأقاويل كانوا من المنتسبين إلى الفلسفة فيما قدّم من الزمان قبل تصحيح الحكمة وإكمالها» انتهى كلامه ، فراجع الأسفار ١ : ٢٠٤.
(٣) والناقل صاحب المواقف وشارحه ، فراجع شرح المواقف : ١٤١. ونقله أيضا صدر المتألّهين في الأسفار ١ : ٢٠٤.
(٤) أي : الموجودات الممكنة السيّالة كالحركة والزمان والصوت. كذا في شرح المواقف : ١٤١ ، وشرح المقاصد ١ : ١٢٧.
(٥) والناقل صاحب المواقف وشارحه ، فراجع شرح المواقف : ١٤١. ونقله أيضا صدر المتألّهين في الأسفار ١ : ٢٠٤.
(٦) قال شارح المواقف : «وهو مردود بأنّ سهولة عدمها بالنظر إلى غيرها لا يقتضي أولويّته لذاتها» انتهى كلامه في شرح المواقف : ١٤١.
(٧) وفي المقام أقوال اخر ذكرها شارح المواقف : ١٤١.