الجعد وكان قد انقطع من بغداد ، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي : سمعت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي صاحبنا يقول : دخلت بغداد وسمعت ما قدرت عليه من المشايخ ثمّ خرجت أريد الموصل فدخلت صريفين فبتّ في مسجد بها فدخل أبو محمد الصريفيني وأمّ الناس فتقدمت إليه وقلت له : سمعت شيئا من الحديث؟ فقال : كان أبي يحملني إلى أبي حفص الكناني وابن حبّابة وغيرهما وعندي أجزاء ، قلت : أخرجها حتى أنظر فيها ، فأخرج إليّ حزمة فيها كتاب علي بن الجعد بالتمام مع غيره من الأجزاء ، فقرأته عليه ثمّ كتبت إلى أهل بغداد فرحلوا إليه وأحضره الكبراء من أهل بغداد ، فكل من سمعه من الصريفيني فالمنّة لأبي القاسم الشيرازي ، فلقد كان من هذا الشأن بمكان ، قال ابن طاهر : وسمعت الكتاب لما أحضره قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني ليسمع أولاده منه ، ومنها تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن محمد الصريفيني حافظ إمام ، سمع بالعراق والشام وخراسان ، أمّا بالشام فسمع التاج أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي والقاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني ، وبخراسان المؤيد أبا المظفر السمعاني ، وبهراة عبد المعز بن محمد وغيرهم ، وأقام بمنبج صنّف الكتب وأفاد واستفاد ، وسألته عن مولده تقديرا فقال : في سنة ٥٨٢.
وصريفون الأخرى : من قرى واسط ، قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن نفيس المصري وذكر حديثا ثمّ قال : وصريفين هذه مدينة صغيرة تعرف بقرية عبد الله ، وهو عبد الله بن طاهر ، منها شعيب بن أيوب بن زريق بن معبد بن شيصا الصريفيني ، روى عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة وزيد بن الحباب وأقرانهما ، روى عنه عبدان الأهوازي ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطيّن وأبو محمد بن صاعد وأخواه أبو بكر وسليمان ابنا أيّوب الصريفيني ، حدّث سليمان عن سفيان بن عيينة ومرحوم العطّار وغيرهما وسعيد بن أحمد الصريفيني ، سمع محمد بن علي بن معدان ، روى عنه أبو أحمد بن عدي ، وقال الصريفيني : صريفين واسط.
وصريفين : من قرى الكوفة ، منها الحسين بن محمد ابن الحسين بن علي بن سليمان الدهقان المقري المعدل الصريفيني أبو القاسم الكوفي من صريفين قرية من قرى الكوفة لا من قرى بغداد ولا من قرى واسط أحد أعيانها ومقدميها ، وكان قد ختم عليه خلق كثير كتاب الله ، وكان قارئا فهما محدّثا مكثرا ثقة أمينا مستورا ، وكان يذهب إلى مذهب الزيدية ، ورد بغداد في محرم سنة ٤٨٠ وقرئ عليه الحديث ، سمع أبا محمد جناح بن نذير بن جناح المحاري وغيره ، روى عنه جماعة ، قال أبو الغنائم محمد بن علي النرسي المعروف بأبيّ : توفي أبو القاسم بن سليمان الدهقان في المحرم ليلة السابع عشر منه سنة ٤٩٠.
وصريفين أيضا ، ممّا ذكره الهلال بن المحسن : من بني الفرات أصلهم من بابلّا صريفين من النهروان الأعلى ، وقال الصولي : أصلهم من بابلّا قرية من صريفين ، وأوّل من ساد فيهم أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات وأخوه الوزير أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر وغيرهما من الكبار والوزراء والعلماء والمحدثين.
الصَّرِيمُ : بالفتح ثمّ الكسر ، قال أبو عبيد : الصريم الصبح ، والصريم الليل ، أي يصرم الليل من النهار والنهار من الليل ، وذلك في قوله تعالى : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) ، أي كالليل ، قال قتادة : الصريم الأرض السوداء التي لا تنبت شيئا ، وقيل : الصريم موضع