وإن كان المراد به وجودها في كتب الشّيعة والسنة أو في صدور الناس فهي قابلة للتّشكيك وتعرضها الزّيادة والنقيصة والإشتباه والسّهو والنسيان من غير المعقول ان يجعل النبي صلىاللهعليهوآله ذلك أماناً للأمّة وعاصماً لها عن الضّلال .
وأي عصمة في ذلك ؟ ما دامت عرضة للتغير والتبدل بالزيادة والنقيصة ونحوهما على أنّ السنّة النبويّة بهذا المعنى قد مُنيت بالتلاعب والعبث والدّس حتى في زمان النبي صلىاللهعليهوآله وقد كثر الكذب عليه وحذّر من مغبّة ذلك وخطره ، فقال صلىاللهعليهوآله : « من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار » وقال صلىاللهعليهوآله : « من كذب عليّ فهو في النار » ١ .
ونقل محمود أبو رية في كتابه شيخ المضيرة ابو هريرة كلاماً لابن حزم فيه التصريح بذلك وممّا جاء فيه قوله : (وقد كذب على النبي صلىاللهعليهوآله وهو حيّ ، وقد كان في عصره منافقون ومرتدّون ، فلا يقبل حديث قال رواية فيه : عن رجل من الصّحابة أو حدثني من صحب رسول الله حتى يسمّيه ، ويكون معلوماً بالصحبة الفاضلة . . . » ٢ .
__________________
١) الجامع الصغير : ج ٢ الحديثان ٨٩٩٣ و ٨٩٩٤ ص ٦٤١ و ٦٤٢ الطبعة الاولى ١٤٠١ هـ .
٢) شيخ المضيرة أبو هريرة : ص ١١٧ ، الطبعة الثالثة .