كتاب الله وسنة نبيه » ، ويكفي في توهين الرواية أنّها مرفوعة ولم يذكر الكتاب رواتها ، مما يدل على عدم اطمئنان صاحبها ولسانها : « عن مالك انّه بلغه أنّ رسول الله » ، ولعلّ الموطّأ هو أقدم مصادرها في كتب الحديث ، كما أنّ ابن هشام هو أقدم رواتها في كتب السير فيما يبدو . وما عدا هذين الكتابين ، فقد ذكرها ابن حجر في صواعقه مرسلة ، وذكرها الطبراني فيما حكي عنه ١ .
ونضيف هنا أنّه لا يبعد القول إنّ الأيدي العابثة حرّفت الكلم عن مواضعه ، وأبدلت لفظ وعترتي بلفظ وسنتي ، ونسب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله افتراء على الله وعلى الرسول وبيان ذلك أنّ نقول : ما المراد من لفظ وسنتي ؟
فإن كان المراد به نفس الالفاظ الصّادرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله فهي ليست باقية بنفسها إلى يومنا كبقاء كتاب الله وعترة النبي صلىاللهعليهوآله ، فما صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله إنّما صدر في زمان وجوده صلىاللهعليهوآله وقد تصرّم وانقضى فالوجود العيني الحقيقي لما صدر عنه غير متحقق لأن الالفاظ ترجع الى الكيف المحسوس وهو من الأعراض القائمة بالغير ولا وجود لها في نفسها ، كما أنها سريعة الزّوال كالقيام والقعود ونحوهما ممّا لا استقرار له .
__________________
١) الاصول العامة للفقه المقارن : ص ١٧١ و ١٧٢ ، الطبعة الثانية .