تناتجت وعطايا تلاحقت ، قال : حسبت لك رزقك ومؤنتك ، وهذا فضل فأدّه قال : ليس لك ذلك ، قال : بلى والله ، وأوجع ظهرك ، ثم قام إليه بالدرّة فضربه حتى أدماه ، ثم قال أئت بها ، قال : أحتسبها عند الله ، قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأدّيتها طائعاً ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك ، لا لله ولا للمسلمين ما رجّعت بك أميمة الّا لرعية الحمر وأميمة اُمّ أبي هريرة ١ .
الثانية : أخرج الحاكم في مستدركه : أنّ رجلاً من المهاجرين الأوّلين جيء به وقد شرب الخمر ، فأمر به عمر ان يجلد ، فقال : لم تجلدني ؟ بيني وبينك كتاب الله عزّوجلّ ، فقال عمر : في أيّ كتاب الله أنّي لا أجلدك ؟ فقال : إنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) الآية ، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا وآمنوا ، ثم اتقوا واحسنوا ، شهدت مع رسول الله بدراً ، والحديبية ، والخندق ، والمشاهد ، فقال عمر : ألا تردّون عليه ما يقول ؟ فقال ابن عباس : إنّ هذه الآيات نزلت عذراً للماضين وحجة على الباقين ، لأنّ الله عزّوجلّ يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
__________________
١) نفس المصدر : ج ١ ص ٤٥ ـ و ٤٦ .