قالوا : إنّ أوّل من سمّى عثمان نعثلاً عائشة ، والنّعثل : الكثير شعر اللحية والجسد ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً ورووا أن الزبير كان يقول : اقتلوه فقد بدّل دينكم ، وكان طلحة والزّبير من أشدّ المحرّضين عليه ، وأشدّهما كان طلحة .
وروى المدائني في كتاب الجمل وغير واحد من اثبات السير قالوا : لما قتل عثمان كانت عائشة بمكّة ، وحين بلغها قتله لم تكن تشكّ في أنّ طلحة هو صاحب الأمر .
فقالت : بُعداً لنعثل وسحقاً ، إيه ذا الإصبع ! إيه أبا شبل ! إيه يا ابن عم ! لكأنّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع ، قال : وكان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال ، وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ، ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب ١ .
ولسنا بحاجة بعد هذا إلى ذكر حوادث أخرى وحسبنا أن نشير إلى أنّ في عهده نفي أبوذر إلى الربذة ٢ وضرب عمار ٣ وكسرت أضلاع ابن مسعود ٤ وحوادث أخرى غيرها .
__________________
١) شرح نهج البلاغة : ج ٦ ص ٢١٥ و ج ٩ ص ٣٥ و ٣٦ ، دار احياء الكتب العربية ـ عيسى البابي الحلبي وشركاه .
٢) نفس المصدر : ج ٣ ص ٥٢ .
٣) نفس المصدر : ج ٣ ص ٤٧ .
٤) نفس المصدر : ج ٣ ص ٤٠ .