بعض الكتب التاريخيّة أو الروايات التي تناولت هذه القضية لا نكشف له الواقع وقد بحث أحد علماء الشيعة هذه المسألة وألّف كتاباً ضخماً طبع منه أحد عشر مجلداً تناول فيه واقعة الغدير ـ سمّاه الغدير في الكتاب والسّنة والأدب ـ واعتمد في اثباتها واثبات خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد النبي مباشرة على كتب السنّة ، فليطالع هذا الكاتب ذلك الكتاب ويرى الحقائق جليّة واضحة ليعلم أن الشيعة تملك أقوى الحجج والبراهين في كلّ ما تدّعيه وتستطيع اثباته من كتب السّنة أنفسهم .
وأما ما ذكره الكاتب عن ارتداد جل الصحابة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله الّا أربعة نفر منهم فقط ، فجوابه ظهر ممّا ذكرنا ونريد أن نسأل هذا الكاتب وأمثاله أن يفسّر لنا قوله تعالى : ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) ١ فما معنى الانقلاب على الأعقاب ؟ ولمن كان هذا الخطاب ؟ ثم ما معنى عدم امتثال أمر النبي صلىاللهعليهوآله في خلافة علي عليهالسلام ؟ وما معنى الهجوم على بيت الزهراء عليهاالسلام بنت النبي صلىاللهعليهوآله وتهديد من كان فيه بإضرام النار عليهم وقد كان في البيت آنذاك علي والزهراء والحسنان ، وهذا بعض ما كان من الصحابة الذين جعلهم هذا الكاتب فوق العدالة والاستقامة .
__________________
١) سورة آل عمران ، الآية ١١٤ .