من الانقلاب على الأعقاب ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) ١ والآية الكريمة تضمّنت خطاباً للصحابة لا لغيرهم ، فهل يمكن الإعراض عن القرآن وآياته الصريحة ونقول إنّهم جميعاً كانوا فوق مستوى الشبهة إن العقل والعدل والانصاف والنظر الصحيح كلها تدعوا الى القول بأنّ الصحابة مثلهم مثل سائر الناس في أيّ عصر أو أيّ زمان نعم هم قد نالوا شرف لقاء النبي صلىاللهعليهوآله وحظوا برؤيته وخدمته ، ولكن هذا لا يعني تعديلهم وتنزيههم عن الاخطاء والوقوع في الشبهات .
وأما ما ذكره هذا الكاتب عن حجّة الوداع فالشيعة تعتقد ـ كما هو الواقع التاريخي ـ أن النبي صلىاللهعليهوآله بعد منصرف من حجة الوداع نزل عليه الوحي في مكان بين مكّة والمدينة يقال له غدير خم وأمره عن الله تعالى أن يجعل علياً خليفة على المسلمين من بعده ، وامتثل النبي صلىاللهعليهوآله أمر ربّه وقد بويع أمير المؤمنين علي عليهالسلام بذلك وفي مقدمة من سلّم على علي عليهالسلام بالإمرة عمر بن الخطّاب والرواية في ذلك بلغت حد التواتر ورواتها السنّة أكثر من الشيعة ٢ وقد ذكرت في كتبهم مفصّلة ولو أن هذا الكاتب قرأ
__________________
١) سورة آل عمران ، الآية ١٤٤ .
٢) راجع كتاب الغدير في الكتاب والسنة للشيخ عبدالحسين الاميني : ج ١ ص ٢٧٢ تحت عنوان حديث تهنئة عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين .