للدلالة على أنّ الصحابة إن هم الّا بشر كسائر الناس قد يصدر عنهم الخطأ والذنب والإختلاف .
ونقول : إذا كان هذا حال الصحابة في زمان النبي صلىاللهعليهوآله وما بعده فيا تُرى ما هو الموقف الصحيح حيال ذلك ؟ هل نغالط أنفسنا ونلغي أفهامنا ونصحّح كلّ فعل صدر عن بعض الصحابة ، وإن كان خلاف الشّرع والعقل ؟ أو نتغافل عمّا جرى في التاريخ ونوصد الباب لئلا تخدش كرامة بعض من كان في زمان النبي صلىاللهعليهوآله ؟
أو أن الإستفادة من التاريخ تقتضي النّظر إلى الأحداث وصانعيها بعين البصيرة والإنصاف وتقييمها على ضوء المعايير الشرعيّة والعقليّة وإن استلزم ذلك إسقاط البعض عن الإعتبار ؟
أمّا نحن الشّيعة الإماميّة ـ بحمد الله ـ حيث اعتصمنا بحبل الله ، وركبنا سفينة النجاة ، ودخلنا باب حطة ، فالأمر جليّ عندنا لا ريب فيه ولا ارتياب .
روى المتقي الهندي في كنز العمال أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : سيكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه الفاروق بين الحقّ والباطل ١ .
على أنّ القرآن الكريم صرّح بما سيقع بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآله
__________________
١) كنز العمال : ج ١١ ص ٦١٢ ، الحديث ٣٢٩٦٤ الطبعة الخامسة ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م مؤسسة الرسالة .