سيّد الخزرج وهو من كبار الصحابة فإنه لم يبايع أبا بكر إلى أن قتل في الشام ١ ، كما تذكر ذلك المصادر التاريخيّة ، فإذا كان كلّ من أنكر خلافة أبي بكر يحكم عليه بالكفر ، فيكون سعد بن عبادة كافراً في نظر ابن عابدين ، فيا هؤلاء كيف تتّهمون الشيعة بأنّهم يكفرون الصحابة وعلماؤكم أيّها السنة هم يكفرونهم .
ثمّ لنا أن نتساءل هل أنّ خلافة أبي بكر وحي منزل أو أنّها وردت في نصّ من نصوص القرآن أو أنها كما يقول عمر بن الخطاب : فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ٢
__________________
١) الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني : ج ١ ص ٣٢ ، الطبعة الرابعة دار المعرفة ـ بيروت .
وراجع أيضاً الكامل في التاريخ لابن الأثير : ج ٢ ص ٢٢٢ .
وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي كان سيّداً جواداً ، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها ، وكان وجيهاً في الأنصار ذا رياسة وسيادة يعترف قومه له بها ، وموقفه يوم السقيفة معروف مدون في كتب الاخبار والسير ، امتنع عن بيعة أبي بكر وسار إلى الشام فأقام بحوران إلى أن قتل .
رماه خالد بن الوليد وآخر بسهام وألقياه في بئر ، وقيل : رماه المغيرة بن شعبة ، وقيل قتلته الجن .
راجع شرح نهج البلاغة : ج ١٧ ص ٢٢٣ دار إحياء الكتب العربية وغيره من الكتب التي تناولت ترجمته وموقفه من خلافة أبي بكر .
٢) شرح نهج البلاغة : ج ٢ ص ٢٦ وراجع تلخيص الشافي : ج ٢ ص ١٠٤ وج ٣ ص ١٥٩ .