أليس في قول ابن عابدين تعريض بقول عمر ١ .
ونحن وإن ذكرنا فيما تقدم أنّ الكاتب ذكر أنّ علماء الإسلام يحتاطون في إطلاق الكفر على من نطق بالشهادتين ، وأن أبا حنيفة يذهب إلى التّحذير من إطلاق الكفر على كل من اتّجه إلى قبلة الإسلام ، الّا أننا نضيف هنا أنّ علماء السنة قد اتفقت فتاواهم على عدم جواز تكفير المسلمين ، حتى أن بعضهم ذهب إلى عدم جواز تكفير الخوارج الذين يستحلّون دماء المسلمين وأموالهم ويكفّرون الصحابة ، هذا مع أنّ النبي صلىاللهعليهوآله نصّ على أنّهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة ، وأنّهم شرّ الخلق والخليقة ، وأنّهم ليسوا من الله في شيء ، وأنّ طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ٢ .
يقول السيّد شرف الدين رحمه الله معلقاً على ذلك : وإذا كان هؤلاء مسلمين بالاجماع ، فما ظنّك بمن دخل باب حطّة ، وركب سفينة النجاة ، واعتصم بحبل الله ، وتمسّك بثقلي رسول الله ، ودخل مدينة علمه من بابها ، ولجأ إلى أمان أمّته من اختلافها وعذابها ، وإذا كان الخوارج مسلمين فمن غيرهم من أهل القبلة
__________________
١) سورة الكهف ، الآية ٥ .
٢) الفصول المهمة للسيد شرف الدين : ص ٦٦ ، عن التاج الجامع .