قوله إيّاكم ومعاداة أهل لا إله إلّا الله ، فإنّ لهم الولاية العامّة فهم أولياء الله ولو أخطأوا وجاءوا بقراب الأرض من الخطايا وهم لا يشركون بالله شيئاً فإنّ الله يتلقى جميعهم بمثلها مغفرة ، ومن ثبتت ولايته حرمت محاربته ١ .
ونقل عن صاحب المنار قوله : إنّ من أعظم ما بُليت به الفرق الإسلاميّة رمي بعضهم بعضاً بالفسق والكفر ، مع أن قصد كلٍ الوصول إلى الحق بما بذلوا جهدهم لتأييده واعتقاده والدّعوة إليه ، فالمجتهد وإن أخطأ معذور ٢ .
وقال رحمه الله : ونقل جماعة كثيرون منهم الشّعراني في المبحث المتقدم ذكره عن أبي المحاسن الرّوياني وغيره من علماء بغداد قاطبة ، أنهم كانوا يقولون : لا يكفر أحد من المذاهب الإسلامية لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من صلّى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فله ما لنا وعليه ما علينا .
قال : وأطال في إثبات الإيمان لكل مصدّق بالشهادتين من أهل الأهواء والبدع كالمعتزلة ، والنّجاريّة والرّوافض ، والخوارج ، والمشبّهة ، ونحوهم ، وحكم بنجاة الجميع يوم القيامة .
__________________
١) الفصول المهمة : ص ٥٩ .
٢) الفصول المهمة : ٦٠ .