الى التكفير من دون أن يذكروا مستنداً ، أو أنهم إذا ذكروا مستنداً لحكمهم يغفلون عمّا ملئت به كتبهم ، ونحن نتعجب كيف يكون مثل هذا مفتياً والافتاء يقتضي الاحاطة بالأدلّة والمعرفة الدقيقة لاُصول الدين وأحكامه ، والوقوف على موارد الاختلاف ، فهل علم هذا المفتي أنّ القول بالتحريف موجود عند السنة ورواه علماؤهم في كتبهم كما بينا ذلك مفصلاً ، ثمّ إنّ مجرد الاختلاف في النظريّات والأفكار هل هو سبب كاف للحكم بالكفر ؟ أليس من اللائق هو عرض الأدلّة ومناقشتها مناقشة علميّة وبيان مواضع الخطأ منها ـ على فرض وجود الخطأ فيها ـ والسعي إلى فهم مرادات الشيعة بدلاً من تكفيرهم ؟ أليس من اللائق بهذا المفتي أن يتثبت في فتاواه وفي حكمه أنّ الشيعة كاليهود والنصارى ؟ فعلى أيّ أساس بنى حكمه ؟ وما هو دليله على ذلك ؟؟ أليس من الجدير بهذا المفتي أن يتّقي الله ويخشاه ويخاف ربّه ولا يكون لمجرمين ظهيراً
ثمّ ذكر الكاتب ما
كتبه محمّد مرتضى الحسن نازم ـ دار العلوم ـ الهند ـ حيث قال : إنّ الأمر الجوهري في المسألة هو كونهم رافضة ومعنى الرافضة : انّهم منكرون ورافضون لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان إنّهم لا يرتدّون صفة الكفر والارتداد وخروجهم عن حوزة الاسلام مجردة بل عليها صفات زائدة