الدليل الأوّل : إيمانهم بتحريف القرآن ، أنّ قدماء الشيعة وأئمّتهم الذين عاصروا القرون الغابرة كانوا متحدين على شيء واحد ومحور واحد ألا وهو القول بتحريف القرآن ولأجل ذلك فهم كفرة اجماعاً .
ونقول : إذا كان هذا قول قائدهم ، فما بالك بالمقود والاتباع ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )١ وقد ذكرنا أنّ الشيعة لا تقول بتحريف القرآن ، وإذا كان هناك بعض الروايات ، فهي غير معتبرة عندهم ، وقد ذهب بعض السنّة إلى القول بذلك ، وقلنا : انّه ليس للشيعة قرآن آخر ، وهذه مساجدهم عامرة بتلاوة كتاب الله الذي يقرؤه كافة المسلمين ، ولا اختلاف بين القرآن الذي عند الشيعة والقرآن الذي عند السنّة ، وعليه مدار أحكامهم وتعاليمهم ، وهو المستند الأوّل للأحكام والتعاليم الشرعيّة .
ولا ندري لماذا هذا الاصرار على إلزام الشيعة بالقول بالتحريف في الوقت الذي يصرح فيه علماؤهم بعدم التحريف ، وهذه تفاسيرهم ناطقة بهذه الحقيقة ، ويستدل الشيعة بالآية الكريمة
__________________
١) سورة الفرقان ، الآية ٤٤ .