ولذا كان فيهم الفاسق والمنافق والمؤمن والمؤذي لرسول الله صلىاللهعليهوآله كما تحدّث القرآن عن ذلك . وقد ثبت وقوع الاختلاف بينهم حتى قتل الخليفة بينهم ووقعت حروب طاحنة بين الصحابة ، وهذا لا تدّعيه الشيعة وحدهم ، بل هو مذكور في كتب التاريخ التي كتبها المؤرّخون من أهل السنّة وقد ذكرنا جملة من القضايا والأحداث وقعت في النصف الأوّل من القرن الهجري الأوّل كما ذكرنا مصادر السنيّة . فراجع .
ونضيف هنا أنّه ورد في الروايات السّنية ١ الواردة في احوال يوم القيامة والوقوف على الحوض وانّه يؤمر ببعضهم إلى النار فيقول النبي صلىاللهعليهوآله : أصحابي فيقال له : إنّك لا تدري بما أحدثوا بعدك . كما أن في القرآن آية تحدّثت عمّا سيجري بعد النبي صلىاللهعليهوآله وقد اشرنا إليها من قبل ، وهي قوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ٢ وهذا الخطاب في قوله تعالى ( انقَلَبْتُمْ ) موجّه الى
__________________
١) صحيح البخاري : ج ٨ ص ١٤٩ و ١٥٠ و ١٥١ كتاب الرقائق باب الحوض ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان .
وراجع أيضاً مسند أحمد بن حنبل : ج ٥ ص ٣٣٣ وج ٣ ص ٢٨ .
٢) سورة آل عمران ، الآية ١١٤ .