ونقول :
لقد أوضحنا في بداية هذا الكتاب بعض عقائد الشيعة بصورة اجماليّة ، ونلفت النظر الى أنّ الكاتب لا يعرف عن عقائد الشيعة شيئاً الّا ما يسمعه من خصومها أو يقرأ في كتب أعدائها ، ولو كان منصفاً لما بادر الى التهجّم بلا مبرر وبدون برهان ليست الشيعة ـ ونقصد الشيعة الاماميّة الاثنى عشرية ـ فرقة كاذبة ودينها يعتمد على العداوة والبغض لرسول الله ، بل الشيعة هي الفرقة التي آمنت بالله وبالرسول وصدقت بما جاء به وطبقت التعاليم الاسلامية وسارت على هدي القرآن والعترة امتثالاً لأوامر الله تعالى واستجابة لنداء الرسول صلىاللهعليهوآله حيث قال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وليس في مذهب الشيعة تجويز الكذب فهم يعدّون الكذب من أكبر الكبائر وقد نص القرآن على ذمّ الكذب والكاذبين ، ورووا عن الرسول صلىاللهعليهوآله وعن أئمتهم عليهمالسلام روايات كثيرة في هذا المعنى ممّا لا يدع مجالاً لافتراء هذا الكاتب على الشيعة بأنها فرقة كاذبة ، ولو أنّه تناول أيّ كتاب من كتب الشيعة في هذا المجال لعلم ذلك ، ونحن نعتقد أنّه يعلم بذلك ولكن العصبية قد سيطرت عليه ودفعته الى التجني وعدم الانصاف وأما ما ذكره من أمر التقيّة ، فنقول في جوابه : ليست التقيّة من بدع الشيعة كما يحلو لهذا الكاتب أن يصفها بذلك ، وليست التقيّة فكرة مذهبيّة كما يرغب