يحاول خصوم الشيعة أن يثبتوا ذلك بل هي حالة علاجيّة والغرض منها دفع الضرر والخوف عن الدين والنفس والعرض والمال ، ولها شرائط ومقررات ذكرها علماء الشيعة في كتبهم الفقهية ، فليست التقية عندهم جائزة في كلّ وقت وزمان ومكان وحال ، بل إنّ من الحالات ما لا يجوز فيها التقيّة أصلاً ، وقد ذكر ذلك مفصلاً في كتب الفقه الشيعية ، وأما اقتران التقيّة بالشيعة فلأنّ الشيعة في تاريخهم الطويل كانوا يعانون من الويلات والأذى من خصومهم في محاولات لمحوهم من الوجود ، ولا أقل من اسكات أصواتهم عن قول الحق وقد قدّم الشيعة من الضحايا في سبيل مبدئهم ما سطره التاريخ واقرأ ما فعله معاوية بن أبي سفيان ومن جاء من بعده من الامويين والعباسيّين في الشيعة من القتل والسجن والتشريد لا لشيء الّا لأنّهم شيعة أهل البيت عليهمالسلام الأمر الذي دفع بالشيعة أن يعملوا بالتقيّة حفاظاً على دينهم وأنفسهم وأعراضهم .
وليس المقام مقام تفصيل والا لأسمعناك من ذلك عجباً ١
__________________
١) راجع كتاب النصب والنواصب فقد استوعب في دراسته لهذا الموضوع ما عاناه الشيعة ـ من خصومهم ـ عبر تاريخهم المظلوم .