هم يخطّؤن كما يخطّىء الناس ويقع منهم الاشتباه كما يقع من غيرهم الّا ما ثبت بالدليل أنّه معصوم ، وذلك مختصّ بعترة النبي صلىاللهعليهوآله الذين قرنهم بالقرآن في حديث الثقلين وأمر الاُمّة باتّباعهم وشبّههم النبي صلىاللهعليهوآله بسفينة نوح من ركبها نجى وَمن تخلّف عنها غرق وهوى ١ ، وينبغي لهذا الكاتب وامثاله ممن هو على شاكلته أن يتحلّى بالشجاعة والفطنة ليتقبل هذه الحقيقة ونؤكّد هذه الحقيقة بالاحالة على الوقوف على تاريخ الصحابة ليتبيّن انّ الاختلاف قد يقع بين الصحابة وقد يصل الى حد القتل والقتال وقد أشرنا فيما تقدم الى بعض ذلك ، وبناء على هذا يتّضح موقفنا ممّن ذكر من أسماء الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية والزبير وطلحة وأبي هريرة وعائشة وغيرهم ، فإن التاريخ قد حفظ الينا كثيراً من قضاياهم واحوالهم ، وعلى ضوئها وتقييمها بالموازين العقلية والشرعيّة يكون الحكم .
ثم ليعلم هذا الكاتب أنّه ليس بين الشيعة وبين الصحابة عداوة شخصية ، أو ثارات تدفع بالشيعة إلى توجيه أصابع الاتّهام إليهم كما يقول الكاتب إنّ ما تتميّز به الشيعة هو الشجاعة والصراحة في تقييم الامور والاشخاص ، وليس كما هو الحال
__________________
١) مستدرك الحاكم : ج ٣ ص ١٥١ ، كتاب معرفة الصحابة .