تعالى ، وهي كما تجري على أيدي الأنبياء عليهمالسلام كذلك تجري على أيدي بعض الصالحين ، وقد تحدّث القرآن الكريم عن ذلك في قصّة مريم عليهاالسلام وأصحاب الكهف وآصف بن برخيا الذي جاء بعرش بلقيس في أقلّ من لمح البصر ، هذا مذهب الإمامية ويشاركهم في هذا المذهب أيضاً الأشاعرة وجماعة من المعتزلة .
ونتيجة ذلك أنّ المعجزة ليست خاصّة بالانبياء عليهمالسلام كما يدعي الكاتب ، فلا مانع من ثبوتها للائمّة عليهمالسلام تصديقاً لدعواهم الامامة وتأييداً لهم من قبل الله تعالى ، وقد ثبت عن أئمّتنا أنّهم أقاموا المعجزات من الأخبار بالمغيبات وغيرها من خوارق العادة وقد روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله لا تسألوني عن فئة تضلّ مائة أو تهتدي مائة الّا نبّأتكم بناعقها وسائقها وقائدها إلى يوم القيامة ١ .
وأخبر بقتل ذي الثدية من الخوارج ، وبصلب ميثم التمار وأراه النخلة التي يصلب عليها ، وبقتل ولد الحسين عليهالسلام في كربلاء وغيرها من الحوادث والوقائع التي أخبر عنها قبل وقوعها فليس هناك ما يمنع عقلاً أو نقلاً عن صدور المعجزة عن الأئمة عليهمالسلام
__________________
١) راجع كتاب سلوني قبل ان تفقدوني ، للشيخ محمد رضا الحكيمي : ج ٢ ص ١٧٦ ، مكتبة الصدر ، طهران ، طبعة ١٤٠٠ هـ .