في قصة أم موسى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ . . . ) ١ وقال تعالى : ( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ ) ٢ فكيف لهذا الكاتب أن ينكر ذلك وهل هذا الّا تكذيب للقرآن وردّ على كتاب الله .
قال الكاتب : يقول الطباطبائي في كتابه : إن الأئمّة وإن كانوا لا يتلقون جديداً الّا أن أفعالهم وأقوالهم تمثل تكملة أقوال النبي (الحديث والسنة) فالائمة بعده صلىاللهعليهوآله . . . من جهة التشريع والهداية . . .
ونقول : كان ينبغي على الكاتب أن ينقل العبارة كاملة ثم يوجّه نقده أمّا أنه يبتر الكلام ويأتي ببعض ويترك بعضاً فذلك إخلال بالمعنى وعلى أي حال فجوابنا أنّ الأئمّة عليهمالسلام في عقيدة الشيعة هم خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآله وليسوا بأنبياء ومهمّتهم ابلاغ الاحكام وتعليم الناس ـ كما قلنا ذلك تكراراً ومراراً ـ فإنّ الناس كانوا حديثوا عهد بالاسلام ، ومنهم من أسلم ولم يتعمّق الاسلام في قلبه ، فكان بحاجة الى مرشد وموجّه ومعلّم بعد النبي ، ولا بد أن يكون المعلم والمرشد عالماً بالشريعة وأسرارها ، فكان الائمة عليهمالسلام
__________________
١) سورة القصص ، الآية ٧ .
٢) سورة طه ، الآية ٣٧ .