الامام الصادق والمذاهب الاربعة ١ ، كما ذكرنا ذلك ليقرأه بامعان ليرى مساحة الاختلاف بين هذه المذاهب الأربعة ، وإذا كان شيوخ الشيعة ـ على حدّ تعبير الكاتب ـ يروّجون أن الاختلاف بين السنة والشيعة كالاختلاف المعروف بين المذاهب الأربعة فإنما هو لتضييق دائرة الخلاف والّا فليعلم هذا الكاتب أن مذهب الشيعة مذهب قائم بذاته مستمد من الكتاب العظيم وأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله والعترة عليهمالسلام وتدعمه الأدلّة التامّة من العقل النقل ، وليس مذهب أهل البيت بحاجة الى غيره مادام رائده الحق وصراطه مستقيم ولا يظنّ هذا الكاتب وأمثاله أنّ ذلك لضعف الشيعة فكريّاً وعقائديّاً فإنّهم يملكون القدرة على الاقناع وعلى استعداد تام لاظهار عقائدهم بأدلتها ، وانّما يحاولون هذه المحاولات من أجل رفع الخلاف بين المسلمين بظهور الحق واتباعه كما يقول تعالى ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) ٢ ولن تتنازل الشيعة عن مبدئها وعقيدتها لأنّ الادلّة العقليّة والنقليّة تساند طريقتها في العقيدة وفي مختلف النظريات الدينية .
__________________
١) راجع كتاب الامام الصادق والمذاهب الاربعة ، لاسد حيدر : ج ١ ص ١٨٧ الى ص ٢٠٦ ، مكتبة الصدر ـ طهران .
٢) سورة الزمر ، الآية ١٨ .