أما ترضينّ أن يكون بعلك قسيم الجنّة ويأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء أما ترضينّ أن تنظرين الى الملائكة على ارجاء السماء وينظرون إليك والى ما تأمرين به ، وينظرون الى بعلك قد حضر الخلائق ، وهو يخاصمهم ، عند الله.
فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك إذا افلجت حجّته على الخلائق وامرت النار أن تطيعه أما ترضينّ أن تكون الملائكة تبكى لابنك ويأسف عليه كلّ شيء ، أما ترضينّ أن يكون من أتاه زائرا فى ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حجّ الى بيت الله الحرام واعتمر ولم يخلو من الرحمة طرفة عين.
اذا مات مات شهيدا وإن بقى لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقى ولم يزل فى حفظ الله وأمنه حتّى يفارق الدنيا ، قالت يا أبة سلّمت ورضيت ، وتوكّلت على الله فمسح على قلبها ومسح على عينيها ، فقال : انّى وبعلك وأنت وابنيك فى مكان تقر عيناك ويفرح قلبك (١).
٦ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشاء ، والحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبى خديجة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين جاء جبرئيل الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : إنّ فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاما تقتله أمّتك من بعدك.
فلمّا حملت فاطمة بالحسين عليهالسلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ، ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : لم تر فى الدنيا أمّ تلد غلاما تكرهه ولكنّها كرهته لما علمت أنّه سيقتل ، قال : وفيه نزلت هذه الآية (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٢)
__________________
(١) تفسير فرات : ٥٥.
(٢) الكافى : ١ / ٤٦٤.