رسول الله صلىاللهعليهوآله يبكى ، فاطلعت فاذا حسين فى حجره والنبيّ صلىاللهعليهوآله يمسح جبينه وهو يبكى ، فقلت : والله ما علمت حين دخل.
فقال : انّ جبرئيل عليهالسلام كان معنا فى البيت ، قال أفتحبه قلت أما فى الدنيا فنعم قال : إنّ أمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبرئيل من تربتها ، فأراها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلمّا احيط بحسين حين قتل ، قال : ما اسم هذه الارض قالوا : كربلاء فقال : صدق الله ورسوله ، كرب وبلاء ، وفى رواية صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أرض كرب وبلاء (١).
٨٩ ـ عنه عن أمّ سلمة قالت : كان الحسن والحسين يلعبان بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله فى بيتى ، فنزل جبرئيل ، فقال : يا محمّد انّ أمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومأ بيده الى الحسين ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وضمه الى صدره ، ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أمّ سلمة وديعة عندك هذه التربة.
فشمها رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : ويح وكرب وبلاء قالت : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أمّ سلمة اذا تحوّلت هذه التربة دما فاعلمى أنّ ابنى قد قتل ، قال : فجعلتها أمّ سلمة فى قارورة ، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم ، وتقول إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
٩٠ ـ عنه عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لنسائه : لا تبكوا هذا الصبىّ يعنى حسينا ، قال : وكان يوم أمّ سلمة فنزل جبرئيل فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله الداخل ، وقال لأمّ سلمة لا تدعى أحدا أن يدخل علىّ ، فجاء الحسين ، فلمّا نظر الى النبيّ صلىاللهعليهوآله فى البيت أراد أن يدخل ، فأخذته أمّ سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته ، فلمّا اشتدّ فى البكاء خلت عنه ، فدخل حتّى جلس فى حجر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٨.