قصر الامارة ، ولسنا نجتمع معه فى جمعة ، ولا نخرج معه الى عيد ، ولو قد بلغنا مخرجك أخرجناه من الكوفة ، وألحقناه بالشام والسلام (١)
٢١ ـ قال محمّد بن طلحة : فى خروجه من المدينة ومكة ثمّ إلى العراق هذا فصل للقلم فى ارجائه مجال واسع ، ومقال جامع ، وسمع كلّ مؤمن وقلبه عند تلاوته إليه وله مصيخ سامع ، لكن الرغبة فى الاختصار تطوى أطراف بساطه ، والرهبة من الاكثار تصرف عن تطويله ، وافراطه ، وحين وقف على أصله وزائده ، خصّ الأصل باثباته ، والزائد باسقاطه ، وذلك ان معاوية لما استخلف ولده يزيد ثمّ مات وكتب يزيد كتابا الى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان وهو يومئذ والى المدينة يحثّه فيه على أخذ البيعة من الحسين عليهالسلام.
فرأى الحسين امورا اقتضت له أنّه خرج من المدينة وقصد مكّة وأقام بها ووصل الخبر إلى الكوفة بموت معاوية وولاية يزيد مكانه فاتّفق منهم جمع وكتبوا كتابا إلى الحسين يدعونه إليهم ، ويبذلون له فيه القيام بين يديه بأنفسهم وبالغوا فى ذلك ثمّ تتابعت إليه الكتب نحوا ، من مائة وخمسين كتابا من كلّ طائفة كتاب يحثّونه فيه على القدوم وآخر ما ورد عليه كتاب من جماعتهم ، على يد قاصدين من أعيانهم وصورته.
بسم الله الرّحمن الرّحيم ، للحسين بن على أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين علىّ سلام عليك أمّا بعد ، فان الناس منتظروك ولا رأى لهم غيرك فالعجل العجل ، يا ابن رسول الله والسلام عليك ورحمته وبركاته (٢)
٢٢ ـ الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو عبد الله الأديب ، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو سعيد المفضل بن محمّد بن
__________________
(١) الامامة والسياسة : ٢ / ٤.
(٢) مطالب السؤل : ٧٤