توجّه إلى العراق ، فأتاه فنا شده الله فقال : إن أهل العراق قوم مناكير ، وقد قتلوا أباك وضربوا أخاك وفعلوا وفعلوا ، فلمّا آيس منه عانقه وقبّل بين عينيه وقال استودعك الله من قتيل! سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ الله عزوجل أبى لكم الدنيا (١)
٢٥ ـ عنه أخبرنا أبو عبد الله الفراوى ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسن علىّ بن محمّد بن على المقرى ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الاسفراينى ، أنبأنا يوسف ابن يعقوب القاضى ، أنبأنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، أنبأنا شبابة بن سوار ، أنبأنا يحيى بن سالم الأسدي قال : سمعت الشعبى يقول : كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أنّ الحسين بن على قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسير ليلتين ـ أو ثلاث ـ من المدينة.
فقال أين تريد؟ قال : العراق ، وكان معه طوامير وكتب ، فقال له : لا تأتهم. فقال : هذه كتبهم وبيعتهم. فقال : إنّ الله عزوجل خيّر نبيّه بين الدنيا والآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنّكم بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والله لا يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها الله عزوجل عنكم إلا للذى هو خير لكم ، فارجعوا ، فأبى وقال : هذه كتبهم وبيعتهم. قال : فاعتنقه ابن عمرو قال : استودعك الله من قتيل (٢)
٢٦ ـ عنه أخبرنا أبو طالب علىّ بن عبد الرحمن بن أبى عقيل ، أنبأنا على بن الحسن بن الحسين ، أنبأنا أبو محمّد ابن النحاس ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد ، أنبأنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان ، أنبأنا شبّابة بن سوار ، أنبأنا يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي قال : سمعت الشعبى يحدّث ، عن ابن عمر انّه كان بماء له فبلغه أنّ الحسين بن على قد توجّه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال فقال
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ١٩٢.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٩٢.