منى بانّ خير المال ما وقى العرض (١).
فانظر أيّدك الله إلى حسن أدبه فى قوله أنت أعلم منّى ، فانّ له حظّا من اللطف تامّا ونصيبا من الاحسان وافرا والله أعلم حيث يجعل رسالاته (٢).
١٥ ـ قال : ومن دعائه عليهالسلام : اللهمّ لا تستدرجنى بالإحسان ولا تؤدّبنى بالبلاء.
هذا دعا شريف شريف المقاصد عذب الموارد قد جمع بين المعنى الجليل واللفظ الجزل القليل وهم مالك الفصاحة حقّا وغيرهم عابر سبيل (٣).
١٦ ـ عنه ، دعاه عبد الله بن الزبير وأصحابه فأكلوا ولم يأكل الحسين عليهالسلام فقيل له : ألا تأكل؟ قال : انّى صائم ولكن تحفة الصائم ، قيل : وما هى؟ قال : الدّهن والمجمر (٤).
١٧ ـ عنه ، جنى له غلام جناية توجب العقاب عليه ، فأمر به أن يضرب ، فقال يا مولاى (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : أخلوا عنه ، فقال : يا مولاى (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : قد عفوت عنك ، قال : يا مولاى (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك (٥).
١٨ ـ عنه قال الفرزدق لقينى الحسين عليهالسلام فى منصرفي من الكوفة فقال : ما وراك يا أبا فراس؟ قلت : أصدقك؟ قال عليهالسلام : الصدق أريد ، قلت : أمّا القلوب فمعك ، وأمّا السيف فمع بنى أميّة ، والنصر من عند الله ، قال : ما أراك الّا صدقت ، الناس عبيد المال ، والدين لغو على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون (٦)
__________________
(١) كشف الغمة : ٢ / ٣١.
(٢) كشف الغمة : ٢ / ٣١.
(٣) كشف الغمة : ٢ / ٣١.
(٤) كشف الغمة : ٢ / ٣١.
(٥) كشف الغمة : ٢ / ٣١.
(٦) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.