٦ ـ قال ابن طاوس : وكان قد توجّه الحسين عليهالسلام ، من مكّة يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذى الحجّة وقيل يوم الاربعاء ، لثمان من ذى الحجّة سنة ستّين ، قبل أن يعلم بقتل مسلم لأنّه عليهالسلام خرج من مكّة فى اليوم الذي قتل فيه مسلم ، رضوان الله عليه (١).
٧ ـ عنه روى انّه عليهالسلام لمّا عزم على الخروج الى العراق ، قام خطيبا ، فقال : الحمد لله ما شاء الله ، ولا قوّة الّا بالله وصلّى الله على رسوله ، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني الى أسلافى اشتياق يعقوب الى يوسف وخير لى مصرع أنا لاقيه ، كأنّى بأوصالى تقطّعها عسلان الفلوات ، بين النواويس وكربلا ، فيملأن منّى أكرشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خطّ بالقلم.
رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ، ويوفينا أجر الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لحمته ، وهى مجموعة له فى حظيرة القدس ، تقرّبهم عينه وينجزهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته وموطّنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فاننى راحل مصبحا إن شاء الله تعالى (٢).
٨ ـ عنه روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبرى الامامى فى كتاب دلائل الامامة ، قال حدّثنا أبو محمّد سفيان بن وكيع عن أبيه ، وكيع عن الأعمش قال قال أبو محمّد الواقدى ، وزرارة بن خلج : لقينا الحسين بن على عليهماالسلام ، قبل أن يخرج الى العراق ، فأخبرناه ضعف الناس بالكوفة وأنّ قلوبهم معه ، وسيوفهم عليه ، فاومى بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عدد الا يحصيهم ، الّا الله عزوجل ، فقال لو لا تقارب الأشياء وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء ، ولكن أعلم يقينا
__________________
(١) اللهوف : ٢٦.
(٢) اللهوف : ٢٦.