لنا فيك ولا فى فرسك ، وما كنت متخذ المضلّين عضدا ، ولكن فرّ فلا لنا ولا علينا ، فانّه من سمع واعيتنا أهل البيت ثمّ لم يجبنا كبّه الله. على وجهه فى نار جهنّم (١).
٦٠ ـ قال المفيد : ثمّ مضى الحسين عليهالسلام حتّى انتهى الى قصر بنى مقاتل ، فنزل به فاذا هو بفسطاط مضروب ، فقال : لمن هذا فقيل لعبيد الله بن الحرّ الجعفى ، قال ادعوه الىّ فلمّا أتاه الرسول قال له هذا الحسين بن على عليهماالسلام ، يدعوك فقال عبيد الله إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة إلّا كراهية أن يدخلها الحسين عليهالسلام وأنا بها ، والله ما أريد أن أراه ولا يرانى فأتاه الرّسول فأخبره.
فقام إليه الحسين عليهالسلام فجاء حتّى دخل عليه وسلّم ، وجلس ثمّ دعاه إلى الخروج معه ، فادعا عليه عبيد الله بن الحرّ ، تلك المقالة واستقاله ممّا دعاه إليه ، فقال له الحسين عليهالسلام : فان لم تكن تنصرنا فاتّق أن تكونا ممّن يقاتلنا ، فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا الّا هلك فقال أمّا هذا فلا يكون أبدا ان شاء الله تعالى (٢).
٦١ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى المجالد بن سعيد ، عن عامر الشعبى أنّ الحسين بن على عليهماالسلام قال : لمن هذا الفسطاط فقيل : لعبيد الله ابن الحرّ الجعفى ، قال : ادعوه لى ، وبعث إليه ، فلمّا أتاه الرسول ، قال : هذا الحسين بن على يدعوك ، فقال عبيد الله بن الحرّ : إنّا لله وإنّا إليه راجعون! والله ما خرجت من الكوفة الّا كراهة أن يدخلها الحسين وأنابها ، والله ما اريد أن أراه ولا يرانى ، فأتاه الرسول فأخبره.
فأخذ الحسين نعليه فانتعل ، ثمّ قام فجاءه حتّى دخل عليه ، فسلّم وجلس ، ثمّ دعاه الى الخروج معه ، فأعاد إليه ابن الحرّ تلك المقالة ، فقال : فإلا تنصرنا فاتّق
__________________
(١) أمالى الصدوق : ٩٤.
(٢) الارشاد : ٢٠٨.