الله أن تكون ممّن يقاتلنا ، فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا الّا هلك ، قال : أمّا هذا فلا يكون أبدا إن شاء الله ، ثمّ قام الحسين عليهالسلام من عنده حتّى دخل رحله (١).
٦٢ ـ قال الدينورى : ثمّ ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتّى انتهى إلى قصر بنى مقاتل ، فنزلوا جميعا هناك؟ فنظر الحسين إلى فسطاط مضروب ، فسأل عنه ، فأخبر أنّه لعبيد الله بن الحرّ الجعفى ، وكان من أشراف أهل الكوفة ، وفرسانهم ، فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمصير إليه ، فأتاه الرسول ، فقال : هذا الحسين بن على يسألك أن تصير إليه ، فقال عبيد الله : والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته ، فعلمت أنّه مقتول ولا أقدر على نصره ، فلست أحب أن يرانى ولا أراه.
فانتعل الحسين ، حتّى مشى ، ودخل عليه قبّته ، ودعاه إلى نصرته ، فقال عبيد الله : والله إنّى لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد فى الآخرة ، ولكن ما عسى أن أغنى عنك ، ولم أخلّف لك بالكوفة ناصرا ، فأنشدك الله أن تحملنى على هذه الخطّة ، فانّ نفسى لم تسمح بعد بالموت ، ولكن فرسى هذه الملحقة ، والله ما طلبت عليها شيئا قطّ الا لحقته ، ولا طلبنى وأنا عليها أحد قطّ الّا سبقته ، فخذها ، فهى لك قال الحسين : أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا إلى فرسك (٢)
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٧.
(٢) الاخبار الطوال : ٢٥٠.