٦ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى وسار الحسين عليهالسلام حتّى صاره مرحلتين من الكوفة فاذا بالحرّ بن يزيد فى ألف فارس فقال له الحسين عليهالسلام ألنا أم علينا فقال : بل عليك يا أبا عبد الله ، فقال لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم ، ثمّ تردّد الكلام بينهما حتّى قال الحسين عليهالسلام فاذا كنتم على خلاف ما اتتنى به كتبكم ، وقدمت به علىّ رسلكم فانّنى أرجع الى الموضع الذي أتيت منه فمنعه الحرّ وأصحابه من ذلك.
قال بل خذ يا ابن رسول الله طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك الى المدينة لاعتذر انا الى ابن زياد ، بانك خالفتنى فى الطريق ، فتياسر الحسين عليهالسلام حتّى وصل الى عذيب الهجانات ، قال فورد كتاب عبيد الله بن زياد لعنه الله الى الحرّ يلومه فى أمر الحسين عليهالسلام ويأمره بالتضييق عليه ، فعرض له الحرّ وأصحابه ومنعوه من السير ، فقال له الحسين ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق فقال له الحرّ بلى ولكن كتاب الامير عبيد الله قد وصل يأمرنى فيه بالتضييق وقد جعل علىّ عينا يطالبنى بذلك ، قال الراوى ، فقام الحسين عليهالسلام خطيبا فى أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وذكر جدّه فصلّى عليه ، ثمّ قال : انه قد نزل بنا من الامر ما قد ترون ، وانّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حذاء ، ولم تبق منها إلّا صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل.
ألا ترون الى الحقّ لا يعمل به ، والى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن فى لقاء ربّه ، محقّا ، فانّى لا أرى الموت الّا سعادة ، والحياة مع الظالمين الّا برما.
فقام زهير بن القين ، وقال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله ، مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلّدين لأثرنا النهوض معك على الاقامة.
قال الراوى وقام هلال بن نافع البجلى ، فقال والله ما كرهنا لقاء ربّنا وإنّا على نياتنا ، وبصائرنا نوالى من والاك ونعادى من عاداك ، قال وقام برير بن