خضير فقال والله يا ابن رسول الله لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضائنا ، ثمّ يكون جدك شفيعنا يوم القيامة (١).
٧ ـ قال أبو الفرج : ومضى حتّى دنا من الحرّ بن يزيد ، فلمّا عاين أصحابه العسكر من بعيد ، كبروا ، فقال لهم الحسين : ما هذا التكبير قالوا : رأينا النخل ، فقال بعض أصحابه : ما بهذا الموضع والله نخل ولا أحسبكم ترون الّا هوادى الخيل وأطراف الرماح ، فقال الحسين وأنا والله أرى ذلك ، فمضوا لوجوههم ولحقهم الحرّ ابن يزيد فى أصحابه ، فقال للحسين : إنّى أمرت ان انزلك فى أى موضع لقيتك واجعجع بك ولا اتركك أن تزول من مكانك.
قال : اذا اقاتلك فاحذر أن تشقى بقتلى ثكلتك امك ، فقال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها وهو على مثل الحال الّتي أنت عليها ، ما تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله ، كائنا من كان ولكن والله ما لي الى ذكر امّك من سبيل الّا بأحسن ما يقدر عليه ، وأقبل يسير والحرّ سايره ويمنعه من الرجوع من حيث جاء ، ويمنع الحسين من دخول الكوفة حتّى نزل بأقساس مالك وكتب الحرّ إلى عبيد الله يعلمه ذلك (٢).
٨ ـ قال الدينورى : وأقبلت الخيل ، وكانوا ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمى ، ثمّ اليربوعى ، حتّى اذا دنوا ، أمر الحسين عليهالسلام فتيانه أن يستقبلوهم بالماء فشربوا وتغمّرت خيلهم ، ثمّ جلسوا جميعا فى ظلّ خيولهم وأعنتها فى أيديهم حتّى اذا حضرت الظهر قال الحسين عليهالسلام للحرّ : أتصلّي معنا أم تصلّى بأصحابك وأصلّي بأصحابى؟ قال الحرّ : بل نصلّى جميعا بصلاتك ، فتقدّم الحسين عليهالسلام فصلّى بهم جميعا فلمّا انفعل من صلاته حوّل وجهه إلى القوم ثمّ قال :
أيّها الناس معذرة الى الله ، ثمّ إليكم إنّى لم آتكم حتّى أتتنى كتبكم ، وقدمت
__________________
(١) اللهوف : ٣٣.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٧٣.