وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتّى أرووهم وأقبلوا يملئون القصاع ، والاتوار ، والطساس من الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس فاذا عبّ فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه ، وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلّها(١).
١١ ـ عنه قال هشام : حدّثنى لقيط ، عن علىّ بن الطعان المحاربى ، قال كنت مع الحرّ بن يزيد ، فجئت فى آخر من جاء من أصحابه فلمّا رأى الحسين ما بي وبفرسى من العطش ، قال : أنخ الراوية ـ والراوية عندى السقاء ـ ثمّ قال : يا ابن أخ أنخ الجمل فأنخته ، فقال : اشرب فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين : اخنث السقاء ـ اى أعطفه ـ قال : فجعلت لا أدرى كيف افعل؟ قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسى.
قال : وكان مجيء الحرّ بن يزيد ومسيره الى الحسين من القادسيّة وذلك ، أنّ عبيد الله بن زياد لمّا بلغه اقبال الحسين بعث الحصين بن تميم التميمى ـ وكان على شرطه ـ فأمره أن ينزل القادسية وأن يصنع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفّان ، وقدم الحرّ بن يزيد بين يديه فى هذه الالف من القادسيّة فيستقبل حسينا ، قال : فلم يزل موافقا حسينا حتّى حضرت الصلاة صلاة الظهر.
فأمر الحسين الحجّاج بن مسروق الجعفى ، أن يؤذّن ، فأذّن ، فلمّا حضرت الاقامة خرج الحسين فى ازار ورداء ، ونعلين فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس انها معذرة الى الله عزوجل وإليكم انّى لم آتكم حتّى أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ، أن أقدم علينا فانّه ليس لنا امام لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمى كارهين انصرفت عنكم الى
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٠.