قال له الحسين اذن والله لا أتّبعك ، فقال له الحرّ : اذن والله لا أدعك فترادّا القول ثلاث مرّات.
ولمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ : إنّى لم أو مر بقتالك وإنمّا أمرت ألّا أفارقك حتّى أقدمك الكوفة فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردّك إلى المدينة ، تكون بينى وبينك ، نصفا حتّى أكتب الى ابن زياد ، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية أردت أن تكتب إليه أو الى عبيد الله بن زياد إن شئت فلعلّ الله إلى ذلك أن يأتى بأمر يرزقنى فيه العافية ، من أن ابتلى بشيء من أمرك ، قال : فخذها هنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسيّة ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ، ثمّ انّ الحسين سار فى أصحابه والحرّ يسايره (١).
١٢ ـ عنه قال أبو مخنف : عن عقبة بن أبى العيزار ، انّ الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلّا لحرم الله ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل فى عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّا على الله أن يدخله مدخله.
ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفىء وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ من غيّر قد أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ببيعتكم ، أنّكم لا تسلمونى ولا تخذلونى ، فان تمّمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن على وابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
نفسى مع أنفسكم وأهلى مع أهليكم فلكم فى أسوة وان لم تفعلوا ونقضتم
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠١.