عهدكم ، وخلعتم بيعتى من أعناقكم ، فلعمرى ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبى وأخى وابن عمّى مسلم والمغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فانّما ينكث على نفسه ، وسيغنى الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (١).
١٣ ـ عنه قال عقبة بن أبى العيزار ، قام حسين عليهالسلام بذى حسم ، فحمد الله واثنى عليه ، ثمّ قال : إنّه قد نزل من الامر ما قد ترون وانّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرّت جدّا ، فلم يبق منها الّا صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقائه الله محقّا فانّى لا أرى الموت إلّا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برما.
قال : فقام زهير بن القين البجلى فقال لأصحابه : تكلّمون أم أتكلّم قالوا لا بل تلكم ، فحمد الله فأثنى عليه ثمّ قال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنّا فيها مخلّدين ، إلّا أن فراقها فى نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على الاقامة فيها.
قال : فدعا له الحسين ، ثمّ قال له خيرا وأقبل الحرّ يسايره وهو يقول له : يا حسين إنّى أذكرك الله فى نفسك ، فانّى أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ولئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى فقال له الحسين : أفبالموت تخوّفنى وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلونى؟ ما أدرى ما أقول لك ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ، ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : أين تذهب؟ فانّك مقتول فقال :
سأمضى وما بالموت عار على الفتى |
|
إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما |
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.