واعلم انّك لا تكسب من المال شيئا فوق قوّتك الّا كنت فيه خازنا لغيرك ، واعلم انّ فى حلالها حسابا وفى حرامها عقابا وفى الشبهات عتاب ، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة ، خذ منها ما يكفيك.
فان كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها وان كان حراما لم تكن قد أخذت من الميتة ، وان كان العتاب ، فان العقاب يسير ، واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا وإذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذلّ معصية الله الى عزّ طاعة الله عزوجل ، واذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك ، واذا خدمته صانك ، واذا أردت منه معونة فاتك فأقاك.
وإن قلت صدقك قولك ، وإن صلت شد صو صولك وإن مددت يدك بفضل جدّها ، وإن بدت منك ثلمة سدّها ، وان رأى منك حسنة عدّها ، وإن سألته أعطاك ، وإن سكت عنه ابتدأك ، وان نزلت بك أحد الملمّات آساك ، من لا يأتيك منه البوائق ولا يختلف عليك منه الطوالق ولا يخذلك عند الحقائق ، وان تنازعتما منفسا آثرك.
قال : ثمّ انقطع نفسه واصفرّ لونه حتّى خشيت عليه ، ودخل الحسين صلوات الله عليه والاسود بن أبى الاسود فانكبّ عليه حتّى قبل رأسه وبين عينيه ، ثمّ قعد عنده وتسارّا جميعا ، فقال أبو الاسود : إنّا لله أنّ الحسن قد نعيت إليه نفسه ، وقد أوصى الى الحسين عليهالسلام وتوفّى صلىاللهعليهوآله فى يوم الخميس فى آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة وأربعون سنة (١)
٦ ـ قال الشيخ المفيد وكانت امامة الحسين عليهالسلام بعد وفاة أخيه الحسن عليهالسلام
__________________
(١) كفاية الاثر : ٢٢٦.