١٦ ـ عنه روى هارون بن خارجة ، عن أبى عبد الله ، قال قال الحسين بن علىّ لغلمانه لا تخرجوا يوم كذا وكذا اليوم سمّاه وأخرجوا يوم الخميس فانكم ان خالفتمونى قطع عليكم الطريق وقتلتم وذهب ما معكم وكان قد أرسلهم الى ضيعة فخالفوه وأخذوا طريق الحرة ، فاستقبلهم لصوص فقتلوهم كلّهم ، فدخل على الحسين والى المدينة من ساعته ، فقال : بلغنى قتل غلمانك ومواليك فآجرك الله فيهم قال أما أنّى أدلّك على من قتلهم فاشدد يدك عليهم.
قال أو تعرفهم؟ قال : نعم كما أعرفك وهذا منهم لرجل جاء معه فقال الرجل يا ابن رسول الله كيف عرفتنى وما كنت فيهم ، قال : إن صدقتك أتصدق؟ قال : نعم والله لأصدقنّ ، قال خرجت ومعك فلان وفلان سماهم كلّهم بأسمائهم وفيه أربعة من موالى الأسود ، والبقية من سائر أهل المدينة ، فقال الوالى لتصدقنّ أو لانثرنّ لحمك وربّ القبر والمنبر بالسياط ، فقال والله ما كذب الحسين فكأنّه كان معنا ، فجمعهم الوالى فأقرّوا جميعا فأمر بهم فضربت أعناقهم (١).
١٧ ـ عنه وروى الهيثم النهدى عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد الكنانى ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال خرج الحسين بن على عليهماالسلام فى بعض أسفاره ، ومعه رجل من ولد الزبير بن العوام ، يقول بامامته فنزلوا طريقهم بمنزل تحت نخل يابس من العطش ففرش للحسين تحتها وبازائه نخل ليس عليها رطب.
قال فرفع يده ودعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة وعادت الى حالها ، حملت رطبا ، فقال الجمال الذي اكترى منه : هذا سحر والله ، فقال الحسين ويلك إنّه ليس بسحر ولكنّها دعوة ابن نبىّ مستجابة ، ثمّ صعدوا النخلة فجنوا منها ما كفاهم جميعا (٢)
__________________
(١) دلائل الامامة : ٧٦.
(٢) دلائل الامامة : ٧٦.