١٠٣ ـ سورة العصر
(مكية وهى ثلاث آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)
____________________________________
(سورة العصر مكية وآيها ثلاث)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَالْعَصْرِ) أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها الباهر أو بالعشى الذى هو ما بين الزوال والغروب كما أقسم بالضحى أو بعصر النبوة لظهور فضله على سائر الأعصار أو بالدهر لانطوائه على تعاجيب الأمور القارة والمارة (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) أى خسران فى متاجرهم ومساعيهم وصرف أعمارهم فى مباغيهم والتعريف للجنس والتنكير للتعظيم (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فإنهم فى تجارة لن تبور حيث باعوا الفانى الخسيس واشتروا الباقى النفيس واستبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات فيالها من صفقة ما أربحها وهذا بيان لتكميلهم لأنفسهم وقوله تعالى (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) الخ بيان لتكميلهم لغيرهم أى وصى بعضهم بعضا بالأمر الثابت الذى لا سبيل إلى إنكاره ولا زوال فى الدارين لمحاسن آثاره وهو الخير كله من الإيمان بالله عزوجل واتباع كتبه ورسله فى كل عقد وعمل (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) أى عن المعاصى التى تشتاق إليها النفس بحكم الجبلة البشرية وعلى الطاعات* التى يشق عليها أداؤها أو على ما يبلو الله عزوجل به عباده وتخصيص هذا التواصى بالذكر مع اندراجه تحت التواصى بالحق لإبراز كمال الاعتناء به أو لأن الأول عبارة عن رتبة العبادة التى هى فعل ما يرضى به الله تعالى والثانى عن رتبة العبودية التى هى الرضا بما فعل الله تعالى فإن المراد بالصبر ليس مجرد حبس النفس عما تتشوق إليه من فعل وترك بل هو تلقى ما ورد منه تعالى بالجميل والرضا به ظاهرا وباطنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة العصر غفر الله تعالى له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر.