٧٤ ـ سورة المدثر
(مكية وهى ست وخمسون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (٤)
____________________________________
(سورة المدثر مكية وآياتها ست وخمسون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) أى المتدثر وهو لابس الدثار وهو ما يلبس فوق الشعار الذى يلى الجسد قيل هى أول سورة نزلت. روى عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال كنت على جبل حراء فنوديت يا محمد إنك رسول الله فنظرت عن يمينى ويسارى فلم أر شيئا فنظرت فوقى فإذا به قاعد على عرش بين السماء والأرض يعنى الملك الذى ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثرونى دثرونى فنزل جبريل وقال (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) وعن الزهرى أن أول ما نزل سورة اقرأ إلى قوله تعالى (ما لَمْ يَعْلَمْ) فحزن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعل يعلو شواهق الجبال فأتاه جبريل عليهالسلام وقال إنك نبى الله فرجع إلى خديجة فقال دثرونى وصبوا على ماء باردا فنزل جبريل فقال (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) وقيل سمع من قريش ما كرهه فاغتم فتغطى بثوبه متفكرا كما يفعل المغموم فأمر أن لا يدع إنذارهم وإن أسمعوه وآذوه وقيل كان نائما متدثرا وقيل المراد المتدثر بلباس النبوة والمعارف الإلهية وقرىء المدثر على صيغة اسم المفعول من دثره أى الذى دثر هذا الأمر العظيم وعصب به وفى حرف أبى المنذر يأيها المتدثر على الأصل (قُمْ) أى من مضجعك أو قم قيام عزم وتصميم (فَأَنْذِرْ) أى افعل الإنذار وأحدثه وقيل انذر قومك كقوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) أو جميع الناس حسبما ينبىء عنه قوله تعالى (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) واختص ربك بالتكبير وهو وصفه تعالى بالكبرياء اعتقادا وقولا ويروى أنه لما نزل قال رسول الله الله أكبر فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحى وقد يحمل على تكبير الصلاة والفاء لمعنى الشرط كأنه قيل ما كان أى أى شىء حدث فلا تدع تكبيره أو للدلالة على أن المقصود الأولى من الأمر بالقيام أن يكبر ربه وينزهه من الشرك فإن أول ما يجب معرفة الصانع جل جلاله ثم تنزيهه عما لا يليق بجنابه (وَثِيابَكَ