٧٢ ـ سورة الجن
(مكية وهى ثمان وعشرون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) (٢)
____________________________________
(وَلِوالِدَيَّ) أبوه لمك بن متوشلخ وأمه شمخا بنت أنوش كانا مؤمنين وقيل هما آدم وحواء وقرىء ولولدى* يريد ساما وحاما (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) أى منزلى وقيل مسجدى وقيل سفينتى (مُؤْمِناً) بهذا القيد خرجت امرأته وابنه كنعان ولكن لم يجزم عليه الصلاة والسلام بخروجه إلا بعد ما قيل له إنه ليس من أهلك* وقد مر تفصيله فى سورة هود (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) عمهم بالدعاء إثر ما خص به من يتصل به نسبا* ودينا (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) أى هلاكا قيل غرق معهم صبيانهم أيضا لكن لا على وجه العقاب لهم بل لتشديد عذاب آبائهم وأمهاتهم باراءة هلاك أطفالهم الذين كانوا أعز عليهم من أنفسهم قال عليه الصلاة والسلام يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى وعن الحسن أنه سئل عن ذلك فقال علم الله براءتهم فأهلكهم بغير عذاب وقيل أعقم الله أرحام نسائهم وأيبس أصلاب آبائهم قبل الطوفان بأربعين أو سبعين سنة فلم يكن معهم صبى حين غرقوا. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليهالسلام.
(سورة الجن مكية وآياتها ثمان وعشرون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ) وقرىء أحى إلى أصله وحى وقد قرىء كذلك من* وحى إليه فقلبت الواو المضمومة همزة كاعد وأزن فى وعد ووزن (أَنَّهُ) بالفتح لأنه فاعل أوحى* والضمير للشأن (اسْتَمَعَ) أى القرآن كما ذكر فى الأحقاف وقد حذف لدلالة ما بعده عليه (نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) النفر ما بين الثلاثة والعشرة والجن أجسام عاقلة خفية يغلب عليهم النارية أو الهوائية وقيل نوع من الأرواح المجردة وقيل هى النفوس البشرية المفارقة عن أبدانها وفيه دلالة على أنه عليه الصلاة والسلام لم يشعر بهم وباستماعهم ولم يقرأ عليهم وإنما اتفق حضورهم فى بعض أوقات قراءته فسمعوه فأخبر الله* تعالى بذلك وقد مر ما فيه من التفصيل فى الأحقاف (فَقالُوا) لقومهم عند رجوعهم إليهم (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً) كتابا مقروءا (عَجَباً) بديعا مباينا لكلام الناس فى حسن النظم ودقة المعنى وهو مصدر وصف به للمبالغة (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) إلى الحق والصواب (فَآمَنَّا بِهِ) أى بذلك القرآن (وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) حسبما نطق به ما فيه من دلائل التوحيد.