١١٢ ـ سورة الاخلاص
(مكية وهى أربع آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ) (٢)
____________________________________
(سورة الإخلاص مكية مختلف فيها وآيها أربع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) الضمير للشأن ومدار وضعه موضعه مع عدم سبق ذكره الإيذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يستحضره كل أحد وإليه يشير كل مشير وإليه يعود كل ضمير كما ينبىء عنه اسمه الذى أصله القصد أطلق على المفعول مبالغة ومحله الرفع على الابتداء خبره الجملة بعده ولا حاجة إلى الربط لأنها عين الشأن الذى عبر عنه بالضمير والسر فى تصدير الجملة به التنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها وجلالة حيزها مع ما فيه من زيادة تحقيق وتقرير فإن الضمير لا يفهم منه من أول الأمر إلا شأن مبهم له خطر جليل فيبقى الذهن مترقبا لما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه فيتمكن عند وروده له فضل تمكن وهمزة أحد مبدلة من الواو وأصله وحد لا كهمزة ما يلازم النفى ويراد به العموم كما فى قوله تعالى (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) وما فى قوله عليهالسلام ما أحلت الغنائم لأحد سود الرؤس غيركم فإن أصلية وقال مكى أصل أحد واحد فأبدلت الواو همزة فاجتمع ألفان لأن الهمزة تشبه الألف فحذفت إحداهما تخفيفا وقال ثعلب إن أحد إلا يبنى عليه العدد ابتداء فلا يقال أحد وإثنان كما يقال واحد واثنان ولا يقال رجل أحد كما يقال رجل واحد ولذلك اختص به تعالى أو هو لما سئل عنه أى الذى سألتم عنه هو الله إذ روى أن قريشا قالوا صف لنا ربك الذى تدعونا إليه وانسبه فنزلت فالضمير مبتدأ والله خبره وأحد بدل منه أو خبر ثان أو خبر مبتدأ محذوف وقرىء هو الله أحد بغير قل وقرىء الله أحد بغير قل هو وقرىء قل هو الواحد وقوله تعالى (اللهُ الصَّمَدُ) مبتدأ وخبر والصمد فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده أى هو السيد المصمود إليه فى الحوائج المستغنى بذاته وكل ما عداه محتاج إليه فى جميع جهاته وقيل الصمد الدائم الباقى الذى لم يزل ولا يزال وقيل الذى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وتعريفه لعلمهم بصمديته بخلاف أحديته وتكرير الاسم الجليل للإشعار بأن من لم يتصف بذلك فهو بمعزل من استحقاق الألوهية وتعرية الجملة عن العاطف لأنها كالنتيجة للأولى بين أولا ألوهيته عز