٩٧ ـ سورة القدر
(مكية وهى خمس آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣)
____________________________________
(سورة القدر مكية مختلف فيها وآيها خمس)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) تنويه بشأن القرآن الكريم وإجلال لمحله بإضماره المؤذن بغاية نباهته المغنية عن التصريح به كأنه حاضر فى جميع الأذهان وبإسناد إنزاله إلى نون العظمة المنبىء عن كمال العناية به وتفخيم وقت إنزاله بقوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) لما فيه من الدلالة على أن علو قدرها خارج عن دائرة دراية الخلق لا يدريها ولا يدريها إلا علام الغيوب كما يشعر به قوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فإنه بيان إجمالى لشأنها إثر تشويقه عليهالسلام إلى درايتها فإن ذلك معرب عن الوعد بإدرائها وقد مر بيان كيفية إعراب الجملتين وفى إظهار ليلة القدر فى الموضعين من تأكيد التفخيم ما لا يخفى والمراد بإنزاله فيها إما إنزال كله إلى السماء الدنيا كما روى أنه أنزل جملة واحدة فى ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وأملاه جبريل عليهالسلام على السفرة ثم كان ينزله على النبى صلىاللهعليهوسلم نجوما فى ثلاث وعشرين سنة وإما ابتداء إنزاله فيها كانقل عن الشعبى وقيل المعنى أنزلناه فى شأن ليلة القدر وفضلها كما فى قول عمر رضى الله عنه خشيت أن ينزل فى قرآن وقول عائشة رضى الله عنها لأنا أحقر فى نفسى من أن ينزل فى قرآن فالأنسب أن يجعل الضمير حينئذ للسورة التى هى جزء من القرآن لا للكل واختلفوا فى وقتها فأكثرهم على أنها فى شهر رمضان فى العشر الأواخر فى أوتارها وأكثر الأقوال أنها السابعة منها ولعل السر فى إخفائها تعريض من يريدها للثواب الكثير بإحياء الليالى الكثيرة رجاء لموافقتها وتسميتها بذلك إما لتقدير الأمور وقضائها فيها لقوله تعالى (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أو لخطرها وشرفها على سائر الليالى وتخصيص الألف بالذكر إما للتكثير أو لما روى أنه صلىاللهعليهوسلم ذكر رجلا من بنى إسرائيل لبس السلاح فى سبيل الله ألف شهر فعجب المؤمنون منه وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هى خير من مدة ذلك الغازى وقيل إن رجل فيما مضى ما كان يقال له عابد حتى يعبد الله تعالى ألف شهر فأعطوا