(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥)
____________________________________
ليلة أن أحيوها كانوا أحق بأن يسموا عابدين من أولئك العباد وقيل أرى النبى صلىاللهعليهوسلم أعمار الأمم كافة فاستقصر أعمار أمنه فخاف أن لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم فى طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر وجعلها خيرا من ألف شهر لسائر الأمم وقيل كان ملك سليمان خمسمائة شهر وملك ذى القرنين خمسمائة شهر فجعل الله تعالى العمل فى هذه الليلة لمن أدركها خيرا من ملكهما وقوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها) استئناف مبين لمناط فضلها على تلك المدة المتطاولة وقد سبق فى سورة النبأ ما قيل فى شأن الروح على التفصيل وقيل هم خلق من الملائكة لا يراهم الملائكة إلا تلك الليلة أى تتنزل الملائكة والروح فى تلك الليلة من كل سماء إلى الأرض أو إلى السماء الدنيا (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) * متعلق بتنزل أو بمحذوف هو حال من فاعله أى ملتبسين بإذن ربهم أى بأمره (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) أى من* أجل كل أمر قضاه الله عزوجل لتلك السنة إلى قابل كقوله تعالى (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) وقرىء من كل امرىء أى من أجل كل إنسان قيل لا يلقون فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه (سَلامٌ هِيَ) أى ما هى إلا سلامة أى لا يقدر الله تعالى فيها إلا السلامة والخير وأما فى غيرها فيقضى سلامة وبلاء أو ما هى إلا سلام لكثرة ما يسلمون فيها على المؤمنين (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) أى وقت طلوعه* وقرىء بالكسر على أنه مصدر كالمرجع أو اسم زمان على غير قياس كالمشرق وحتى متعلقة بتنزل على أنها غاية لحكم التنزل أى لمكثهم فى محل تنزلهم أو لنفس تنزلهم بأن لا ينقطع تنزلهم فوجا بعد فوج إلى طلوع الفجر وقيل متعلقة بسلام بناء على أن الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ مغتفر فى الجار عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة القدر أعطى من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر.