٧٥ ـ سورة القيامة
(مكية وهى أربعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) (٣)
____________________________________
(سورة القيامة مكية وآياتها أربعون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) إدخال لا النافية على فعل القسم شائع وفائدتها توكيد القسم قالوا إنها صلة مثلها فى قوله تعالى (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) وقيل هى للنفى لكن لا لنفى نفس الإقسام بل لنفى ما ينبىء هو عنه من إعظام المقسم به وتفخيمه كأن معنى لا أقسم بكذا لا أعظمه بإقسامى به حق إعظامه فإنه حقيق بأكثر من ذلك وأكثر وأما ما قيل من أن المعنى نفى الإقسام لوضوح الأمر فقد عرفت ما فيه فى قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) وقيل إن لا نفى ورد لكلام معهود قبل القسم كأنهم أنكروا البعث فقيل لا أى ليس الأمر كذلك ثم قيل أقسم بيوم القيامة كقولك لا والله إن البعث حق وأيا ما كان ففى الإقسام على تحقق البعث بيوم القيامة من الجزالة ما لا مزيد عليه وقد مر تفصيله فى سورة يس وسورة الزخرف (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) أى بالنفس المتقية التى تلوم النفوس يومئذ على تقصيرهن فى التقوى ففيه طرف من البراعة التى فى القسم السابق أو بالنفس التى تلوم نفسها وإن اجتهدت فى الطاعات أو بالنفس المطمئنة اللائمة للنفس الأمارة وقيل بالجنس لما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا وتلوم نفسها يوم القيامة إن عملت خيرا قالت كيف لم أزدد وإن عملت شرا قالت ليتنى كنت قصرت ولا يخفى ضعفه فإن هذا القدر من اللوم لا يكون مدارا للإعظام بالإقسام وإن صدر عن النفس المؤمنة المسيئة فكيف من الكافرة المندرجة تحت الجنس وقيل بنفس آدم عليهالسلام فإنها لا تزال تتلوم على فعلها الذى خرجت به من الجنة وجواب القسم ما دل عليه قوله تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) وهو ليعثن والمراد بالإنسان الجنس والهمزة لإنكار الواقع واستقباحه وأن مخففة من الثقيلة وضمير الشأن الذى هو اسمها محذوف أى أيحسب أن الشأن لن نجمع عظامه فإن ذلك حسبان باطل فإنا نجمعها بعد تشتتها ورجوعها رميما