(بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (٦) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) (١٠)
____________________________________
ورفاتا مختلطا بالتراب وبعد ما سفتها الرياح وطيرتها فى أقطار الأرض وألقتها فى البحار وقيل إن عدى بن أبى ربيعة ختن الأخنس بن شريق وهما اللذان كان النبى عليه الصلاة والسلام يقول فيهما اللهم اكفنى جارى السوء قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم يا محمد حدثنى عن يوم القيامة متى يكون وكيفأمره فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك أو يجمع الله هذه العظام (بَلى) أى نجمعها حال كوننا (قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أى نجمع سلامياته ونضم بعضها إلى بعض كما كانت مع صغرها ولطافتها فكيف بكبار العظام أو على أن نسوى أصابعه التى هى أطرافه وآخر ما يتم به خلقه وقرىء قادرون (بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) عطف على أيحسب إما على أنه استفهام مثله أضرب عن التوبيخ بذلك إلى التوبيخ بهذا أو على أنه إيجاب انتقل إليه عن الاستفهام أى بل يريد ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وما يستقبله من الزمان لا يرعوى عنه (يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ) أى متى يكون استبعادا أو استهزاء (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) أى تحير فزعا من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره وقرىء بفتح الراء وهى لغة أو من البريق بمعنى لمع من شدة شخوصة وقرىء بلق أى انفتح وانفرج (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) أى ذهب ضوؤه وقرىء على البناء للمفعول (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) بان يطلعهما الله تعالى من المغرب وقيل جمعا فى ذهاب الضوء وقيل يجمعان أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران فى النار وتذكير الفعل لتقدمه وتغليب المعطوف (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ) أى يوم إذ تقع هذه الأمور (أَيْنَ الْمَفَرُّ) أى الفرار يأسا منه وقرىء بالكسر أى موضع الفرار وقد جوز* أن يكون هو أيضا مصدرا كالمرجع.