١٠٧ ـ سورة النصر
(مدنية وهى ثلاث آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) (٢)
____________________________________
(سورة النصر مدنية وآيها ثلاث)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) أى إعانته تعالى وإظهاره إياك على عدوك (وَالْفَتْحُ) أى فتح مكة وقيل جنس نصر الله تعالى ومطلق الفتح فإن فتح مكة لما كان مفتاح الفتوح ومناطها كما أن نفسها أم القرى وإمامها جعل مجيئه بمنزلة مجىء سائر الفتوح وعلق به أمره عليهالسلام بالتسبيح والحمد والتعبير عن حصول النصر والفتح بالمجىء للإيذان بأنهما متوجهان نحوه عليهالسلام وأنهما على جناح الوصول إليه عليهالسلام عن قريب. روى أنها نزلت قبل الفتح وعليه الأكثر وقيل فى أيام التشريق بمنى فى حجة الوداع فكلمة إذا حينئذ باعتبار أن بعض ما فى حيزها أعنى رؤية دخول الناس الخ غير منقض بعد وكان فتح مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان ومع النبى صلىاللهعليهوسلم عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب وأقام بها خمس عشرة ليلة وحين دخلها وقف على باب الكعبة ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال يأهل مكة ما ترون أنى فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء فأعتقهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد كان الله تعالى أمكنه من رقابهم عنوة وكانوا له فياء ولذلك سمى أهل مكة الطلقاء ثم بايعوه على الإسلام ثم خرج إلى هوازن (وَرَأَيْتَ النَّاسَ) أى* أبصرتهم أو علمتهم (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ) أى ملة الإسلام التى لا دين يضاف إليه تعالى غيرها والجملة* على الأول حال من الناس وعلى الثانى مفعول ثان لرأيت وقوله تعالى (أَفْواجاً) حال من فاعل يدخلون أى يدخلون فيه جماعات كثيفة كأهل مكة والطائف واليمن وهوازن وسائر قبائل العرب وكانوا قبل ذلك يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين. روى أنه عليهالسلام لما فتح مكة أقبلت العرب بعضها على بعض فقالوا إذا ظفر بأهل الحرم فلن يقاومه أحد وقد كان الله تعالى أجارهم من أصحاب الفيل ومن كل من أرادهم فكانوا يدخلون فى دين الإسلام أفواجا من غير قتال وقرىء فتح الله والنصر